John Lalor

عندما تصبح الروبوتات، وهي وكلاء آليون يقومون بمهام نيابة عن البشر، أكثر نشاطًا في المجتمعات عبر الإنترنت، فإن ذلك له آثار عميقة على كيفية تفاعل البشر بعضهم مع بعض على هذه المنصات. الروبوتات المصممة لمساعدة المستخدمين على رؤية المزيد من المحتوى تزيد من عدد الأشخاص الذين يتواصل معهم المستخدمون ولكنها تقلل أيضًا من التفاعلات بين الأشخاص.

في المجتمعات عبر الإنترنت، تشكل الردود والإعجابات والتعليقات بين المستخدمين شبكة من التفاعلات. ويُظهر تحليل هذه الشبكات الاجتماعية أنماطًا، مثل مَن يتصل، ومَن هو مشهور أو مهم في المجتمع.

قمت أنا وزميلاي نيكولاس بيرينتي وهاني صفدي بتحليل الهيكل الشبكي للمجتمعات على Reddit، والتي تُسمَّى subreddits، والتي شهدت زيادة في استخدام الروبوتات من عام 2005 إلى عام 2019. كان هدفنا هو معرفة ما إذا كان وجود الروبوتات يؤثر في كيفية تفاعل أعضاء المجتمع البشري بعضهم مع بعض.

بناءً على الأبحاث الحديثة، علمنا أننا نبحث عن نوعين من الروبوتات: الروبوتات الانعكاسية والإشرافية.

تتم برمجة الروبوتات الانعكاسية للاتصال بواجهة برمجة تطبيقات المجتمع. وبناءً على كيفية برمجتها، فإنها إمَّا تنشر محتوى بناءً على قواعد محددة، أو تبحث عن محتوى معين وتنشر ردًا بناءً على قواعدها المبرمجة مسبقًا. وتتمتع الروبوتات الإشرافية بمزيد من الأذونات في المجتمع ويمكنها حذف أو تعديل المنشورات، أو حتى حظر المستخدمين بناءً على قواعد الإشراف على المجتمع المبرمجة مسبقًا.

وجدنا أنه كلما زاد نشاط الروبوتات الانعكاسية في المجتمع، زادت الروابط بين البشر. وهذا يعني أن الروبوتات الانعكاسية التي تنشر المحتوى تمكن الأشخاص من العثور على محتوى جديد والتفاعل مع مستخدمين آخرين لم يكونوا ليشاهدوهم لولا ذلك. ومع ذلك، يؤدي هذا النشاط العالي للروبوتات إلى تقليل المناقشات المتبادلة بين المستخدمين. فإذا نشر مستخدم على subreddit، فمن المرجح أن يرد روبوت أو يتدخل في المحادثة بدلًا من مشاركة مستخدمين بشريين في مناقشة هادفة ومتبادلة.

عندما تكون هناك روبوتات إشرافية تدير مجتمعًا، نرى قدرًا أقل من المركزية في الشبكة الاجتماعية البشرية. هذا يعني أن هؤلاء الأشخاص الرئيسيين الذين كانوا مهمين للمجتمع لديهم عدد أقل من الروابط من ذي قبل. وبدون روبوتات إشرافية، سيكون هؤلاء الأعضاء هم من يضعون ويفرضون معايير المجتمع. ومع وجود روبوتات إشرافية، يصبح هذا أقل ضرورة، وهؤلاء الأعضاء البشريون أقل مركزية في المجتمع.

لماذا هذا مهم؟

تنتشر الروبوتات في جميع أنحاء المجتمعات عبر الإنترنت، ويمكنها معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة كبيرة، مما يعني أنها يمكن أن تتفاعل وتستجيب للعديد من المنشورات أكثر مما يستطيع البشر.

علاوة على ذلك، مع تحسن الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن للأشخاص استخدامه لإنشاء مزيد من حسابات الروبوتات المتطورة، ويمكن للمنصات استخدامه لتنسيق الإشراف على المحتوى. ويمكن لشركات التكنولوجيا التي تستثمر بكثافة في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي أيضًا زيادة التفاعل على منصاتها.

ويمكن أن تساعد دراستنا المستخدمين وقادة المجتمع على فهم تأثير هذه الروبوتات على مجتمعاتهم. ويمكن أن يساعد أيضًا مشرفي المجتمع على فهم تأثير تمكين الإشراف الآلي من خلال الروبوتات الإشرافية.

ماذا بعد؟

تتسم الروبوتات بالجمود بسبب طبيعتها القائمة على القواعد، ولكن من المرجح أن تصبح أكثر تقدمًا مع دمجها لتقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي. وستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف تؤثر روبوتات الذكاء الاصطناعي التوليدي المعقدة في التفاعلات بين البشر في المجتمعات عبر الإنترنت.

في الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي أتمتة الإشراف على المنصة إلى تأثيرات غريبة؛ لأن الروبوتات أكثر جمودًا في تطبيقها ولا يمكنها التعامل مع المشكلات المحتملة على أساس كل حالة على حدة. لا يزال من غير الواضح كيف سيغير الذكاء الاصطناعي التوليدي أداء روبوتات المشرفين.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: THE CONVERSATION