الصين تتصدر السباق نحو السيارات الكهربائية|مركز سمت للدراسات

الصين تتصدر السباق نحو السيارات الكهربائية الميسورة التكلفة

التاريخ والوقت : الإثنين, 29 أبريل 2024

Tsvetana Paraskova

بينما تعاني شركات صناعة السيارات الأميركية والأوروبية من ضعف الطلب على السيارات الكهربائية، تقوم الصين بإنتاج عدد متزايد من السيارات الكهربائية الصغيرة والرخيصة التي تسيطر على سوق السيارات المحلي وأسواق أخرى في آسيا.

كانت القدرة على تحمل التكاليف عاملاً رئيسيًا في تحديد خيارات المستهلكين عند شراء سيارة. لم يتمكن المستهلك العادي في الولايات المتحدة وأوروبا بعد من تحمل تكلفة شراء سيارة كهربائية مصنعة من قبل شركة سيارات غربية. الأمر ليس كذلك في الصين، حيث ساعدت الإعانات الحكومية السخية مصنعي السيارات الكهربائية على إنتاج العديد من الطرازات بأسعار مماثلة، أو حتى أقل من سيارات البنزين من نفس الفئة.

مبيعات السيارات الكهربائية في الصين في ازدياد مع قيام المصنعين المحليين بخفض الأسعار بشكل كبير، متفوقين على تيسلا والمصنعين التقليديين.

الاستراتيجية الصينية هي الفائزة في جنوب شرق آسيا، حيث من المتوقع أن ينمو الطلب على السيارات الكهربائية الصغيرة والدراجات النارية ذات العجلتين وثلاث العجلات بشكل كبير في السنوات المقبلة.

في الصين وحدها، من المتوقع أن تقفز مبيعات السيارات الكهربائية إلى حوالي 10 ملايين هذا العام، وسيشكل ذلك حوالي 45% من إجمالي مبيعات السيارات في البلاد، حسبما ذكرت وكالة الطاقة الدولية “IEA” في تقريرها العالمي لتوقعات السيارات الكهربائية لعام 2024 هذا الأسبوع.

للمقارنة، من المتوقع أن تكون واحدة من كل تسع سيارات تُباع في الولايات المتحدة في عام 2024 كهربائية. بينما في أوروبا، فمن المتوقع أن تمثل السيارات الكهربائية حوالي واحدة من كل أربع سيارات تُباع على الرغم من التوقعات الضعيفة بشكل عام لمبيعات السيارات الركاب وتخفيض الإعانات في بعض الدول، وفقًا لما ذكرته الوكالة التي تدعو إلى انتقال سريع إلى السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة.

يُشدد تقرير توقعات السيارات الكهربائية لهذا العام الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، على العامل الأكثر أهمية للتبني السريع للسيارات الكهربائية، وهو القدرة على تحمل التكاليف.

وتقول الوكالة: “تعتمد سرعة الانتقال إلى السيارات الكهربائية على قدرتها على تحمل التكاليف”.

الصين تتفوق بالفعل في مجال القدرة على تحمل التكاليف، مما يترك شركات صناعة السيارات الغربية، بما في ذلك تيسلا، تكافح لموازنة خفض الأسعار مع هوامش الربح التي تآكلت بشدة.

قدرت وكالة الطاقة الدولية أن أكثر من 60% من السيارات الكهربائية التي بيعت في الصين في عام ،2023 كانت بالفعل أرخص من نظيرتها المتوسطة ذات المحرك الاحتراقي. ومع ذلك، لا تزال السيارات الكهربائية التي تُباع في أوروبا والولايات المتحدة، أغلى بنسبة تتراوح بين 10% و50%، مقارنة بنظيراتها ذات المحركات الاحتراقية، وذلك حسب البلد وفئة السيارة.

علاوة على ذلك، لاحظت الوكالة أن ثلثي جميع طرازات السيارات الكهربائية المتاحة عالميًا في العام الماضي، كانت في الغالب من أكثر الطرازات تكلفة مثل السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات “SUV”، والسيارات الكبيرة، وشاحنات البيك أب.

“في عام 2023، كانت نسبة مبيعات السيارات الكهربائية التي تراوحت بين 55% و95% في الاقتصاديات الناشئة والنامية الرئيسية من الطرازات الكبيرة التي لا يستطيع المستهلك العادي تحمل تكاليفها، مما يعيق انتشارها في السوق الجماهيرية”، وفقًا لما ذكرته وكالة الطاقة الدولية.

لكن شركات صناعة السيارات الصينية التي تتوسع في الخارج، قد بدأت منذ عام 2022 بتقديم طرازات أصغر وأكثر قدرة على تحمل التكاليف بكثير، و”سرعان ما أصبحت الأكثر مبيعًا”، وفقًا للوكالة أيضًا.

لدى الشركات الصينية ميزة في فتح أسواق أصغر في آسيا، مثل فيتنام وتايلاند، حيث ازدادت مبيعات السيارات الكهربائية في العام الماضي.

أوروبا والولايات المتحدة غير راضيتين عن المنافسة الصينية في قطاع السيارات الكهربائية، التي تتمتع بدعم سخي من السلطات الصينية.

قدمت الحكومة الصينية دعمًا مباشرًا يقدر بما لا يقل عن 3.7 مليارات دولار “3.4 مليار يورو” لشركة تصنيع السيارات الكهربائية BYD، والتي كانت واحدة من المستفيدين الرئيسيين من الدعم الضخم الذي تقدمه الصين للتكنولوجيات الخضراء، حسبما ذكر مركز أبحاث ألماني يقدم الاستشارات للحكومة في تقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال “ديرك دوهسي”، مدير البحوث في معهد كيل والمؤلف المشارك للتقرير: “لطالما كانت سياسة الدعم الصينية مسألة مثيرة للجدل على مدار السنين؛ فغالبًا ما تكافح الصناعات الأوروبية للتنافس مع النظراء الصينيين على مستوى الأسعار”.

الاتحاد الأوروبي وصانعو السيارات الأوروبيون متوترون بالفعل بسبب خطط الشركات الصينية المصنعة للسيارات الكهربائية؛ لزيادة المبيعات في الاتحاد الأوروبي.

أطلق الاتحاد الأوروبي في أكتوبر تحقيقات ضد الإعانات في واردات الاتحاد الأوروبي للسيارات الكهربائية من الصين؛ لتحديد ما إذا كانت سلاسل القيمة في الصين تستفيد من دعم غير قانوني و”ما إذا كان هذا الدعم يسبب أو يهدد بإلحاق ضرر اقتصادي بمنتجي السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي”.

ستحدد نتائج التحقيق ما إذا كان من مصلحة الاتحاد الأوروبي، فرض رسوم مكافحة الإعانات على واردات السيارات الكهربائية من الصين، كما قالت المفوضية الأوروبية في ذلك الوقت. التحقيق الأوروبي في الإعانات الصينية مستمر، ومن المقرر أن يختتم بحلول نوفمبر، لكن الكتلة قد تفرض تعريفات جمركية بحلول يوليو على أقرب تقدير.

المصدر: OIL PRISE

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر