الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية: معالجة إمكانات التكنولوجيا للقطاع | مركز سمت للدراسات

الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية: معالجة إمكانات التكنولوجيا للقطاع

التاريخ والوقت : الجمعة, 27 أكتوبر 2023

Claire Rutkowski

يمثل إطلاق “شات جي بي تي” من قبل “أوبن إيه آي” نقطة فاصلة بالنسبة للذكاء الاصطناعي. فقد رفع الوصول إلى هذه التكنولوجيا من مستوى استخدامها خلف الكواليس إلى حدٍّ لا يمكن تجاهله.

مع ذلك، فإن إطلاقه قد أثار مخاوف من جميع الجوانب، إذ طرح الناس السؤال حول ما إذا كان بالإمكان أو يجب استخدام الذكاء الاصطناعي في مشاريع البنية التحتية أو في تشغيل وصيانة الأصول الحالية.

تقلق شركات الهندسة المعمارية والهندسية والبناء (AEC) ومشغلو الأصول من أمان ومخاطر واستقرار الوظائف. فبعضهم خلص أيضًا إلى أن الذكاء الاصطناعي لا مكان له في قطاع مثل البنية التحتية التي ترتكز على السلامة والتحفظ من المخاطر.

وفي حين من الضروري التأكد من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مناسب وأخلاقي، إلا أن الواقع هو أن هذه التكنولوجيا قد طُبقت لسنوات.

إن أحد الاستخدامات الشائعة للذكاء الاصطناعي في مجال البنية التحتية هو تقنية “رؤية الكومبيوتر”. تتيح هذه التكنولوجيا للمستخدمين تحديد وتصنيف الأشياء في الصور والفيديوهات، مثل استخدام الطائرات بدون طيار لالتقاط صور للجسور بدلاً من إرسال الأشخاص في ملابس تسلق خطرة في ظروف جوية غير مستقرة.

كما يطبق التعلم الآلي على الصور التي تحتوي على شقوق أو تآكل أو عوائق لإصدار توصيات بشأن الصيانة. وعند دمج كافة البيانات المجموعة من حساسات إنترنت الأشياء للكشف عن التسريبات والاختلافات في درجة الحرارة وغيرها من البيانات، يمكن ملاحظة سهولة تقديم الذكاء الاصطناعي للنتائج الأكثر أمانًا وفعالية من حيث التكلفة، وهو يؤدي إلى تحسين موثوقية الخدمة وأداء الأصول.

التأثير على قوى العمل

يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة تحسين السلامة والحد من المخاطر. لكن هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي أيضًا الوظائف؟ بالتأكيد يعتقد مجموعة جولدمان ساكس ذلك. إذ أصدرت الشركة، مؤخرًا، دراسة تتنبأ بأن أدوات الذكاء الاصطناعي المولدة، مثل “تشات جي بي تي”، قد تجعل 300 مليون وظيفة بدوام كامل غير ضرورية عالميًا، وستتأثر الولايات المتحدة وشمال أوروبا والمملكة المتحدة أكثر من غيرها من البلدان.

ومن المتوقع أن تتأثر وظائف الزراعة والتعدين والتصنيع بشكل أقل، في حين من المرجح أن تشهد المجالات التي تستخدم مهارات البرمجة أو الكتابة مثل تكنولوجيا المعلومات والإدارة والمجال القانوني والتسويق اختلالًا كبيرًا.

مع ذلك، يواجه قطاع البنية التحتية نقصًا حادًا في المواهب. وبينما يصعب الحصول على أرقام محددة بشكل كبير، يُذكر نقص القوى العاملة باستمرار كأكبر عائق أمام تسليم المشاريع خلال السنوات الثلاث المقبلة. ويعتبر استخدام الأدوات التي تساعد العمال على معالجة الأنشطة ذات القيمة المنخفضة أمرًا حيويًا للسماح لهم بالتركيز على تلك المهام ذات القيمة العالية.

إذا استطاع الذكاء الاصطناعي مساعدة الصناعة من خلال زيادة إنتاجية المصممين والمهندسين والمشغلين، فسوف تكون التكنولوجيا هي الوسيلة التي ستساعدنا على تلبية الطلب المتزايد على البنية التحتية في العالم في وقت نواجه فيه زيادة المشاريع أكثر من المهنيين للقيام بالعمل.

مع تقدم التكنولوجيا، ستتوفر المزيد من التطبيقات في جميع جوانب دورة حياة البنية التحتية. بدلاً من استخدام فرق من الأشخاص للاستجابة لطلبات تقديم العروض، يمكن القيام بجزء كبير من العمل بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وتعمل الشركات بالفعل على تدريب نماذج اللغة الكبيرة باستخدام كل ردودها السابقة على طلبات تقديم العروض، لكي يتمكن الذكاء الاصطناعي من إنتاج مسودات كنقطة انطلاق للتحرير والإكمال من قبل خبراء أكثر. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في المشتريات لإتمام المهام الروتينية، وإجراء تحليلات الإنفاق ومساعدة الكشف عن فرص للتزويد أكثر استراتيجية ومرونة عبر سلسلة التوريد.

يستخدم قطاع البنية التحتية بالفعل أشكالاً من الذكاء الاصطناعي في المكونات التوليدية، والتصميم المفاهيمي التوليدي، ومحاكاة حركة المرور والمشاة. أليس من الرائع لو اقترح الذكاء الاصطناعي طرقًا لخفض بصمة كربون مشروع أو أصل أو اقترح تغييرات تصميمية لتحسين الاستدامة، أو تحديد طرق لخفض المخاطر؟

يمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي أيضًا على العديد من الأصول (أو أنظمة الأصول) لمساعدة تحليل السيناريوهات المعقدة وإصدار توصيات بشأن توجيه حركة المرور والجداول وإشارات المرور. كما يمكن استخدامه لتحليل البيانات التاريخية حول استهلاك الطاقة للتنبؤ بالطلب والسيطرة على الأنظمة، مما يضمن توفر الطاقة ويقلل من إهدارها.

بالنظر إلى نقص المواهب الحاد الذي يواجهه قطاع البنية التحتية والحاجة إلى السلامة والحد من المخاطر، فإن للذكاء الاصطناعي دورًا، وسيستمر في أن يكون له مكان.

مع ذلك، ستكون هناك مخاطر عندما تتقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. يجب أن تكون استخدامات البيانات ومشاركتها واضحة وقانونية. يجب أن تستوفي التصاميم متطلبات اللوائح. ويجب التحقق من نماذج البيانات، وفحص الإجابات باستمرار للكشف عن أي تحيز.

لا يمكن للشركات والمنظمات العاملة في قطاع البنية التحتية أن تتبع التكنولوجيا بلا تفكير، بل يجب أن تتساءل دائمًا عما إذا كانت الحلول المقدمة دقيقة من الناحية التقنية وموثوقة.

للذكاء الاصطناعي القدرة على أن يصبح قوة ضاربة تزيد من كفاءة قوى العمل لدينا، بحيث نستطيع تلبية متطلبات البنية التحتية في العالم اليوم، والغد أيضًا.

المصدر: ciodive

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر