الاقتصاد العالمي والصناعات التحويلية | مركز سمت للدراسات

التقدم التكنولوجي ومَكيدة “الوظائف الجيدة”

التاريخ والوقت : الأربعاء, 30 يونيو 2021

جيمس بيثو كوكيز

 

لا يمكنني أن أتفق أكثر مع الجملة التي تقول: “التباطؤ الاقتصادي في العقود القليلة الماضية ليس حتميًا”، من رائعة “جوناثان غروبر” و”سيمون جونسون” بعنوان “چامب- ستارتنج أميركا: كيف يمكن للتقدم والإبداع في مجال العلم، إحياء النمو الاقتصادي والحلم الأميركي”، والذي نُشر عام 2019.

بالطبع! في الوقت الذي نواجه فيه عددًا من التحديات الكلية- مثل استغلال “الاختراعات العظيمة” في نهاية المطاف للثورة الصناعية الثانية- كان من الممكن أن تؤدي استجابة سياسية أفضل إلى تعزيز النمو.

لكني لا أتفق مع الجملة التي تليها وهي: “يمكن أن يصبح اقتصادنا مزدهرًا مرة أخرى سواءً من حيث الاختراعات، والأهم من ذلك من حيث التوقعات، بالنسبة لمعظم الأمريكيين”، بل أتفق مع أن التقدم التكنولوجي السريع الذي يولد نموًا اقتصاديًا مدفوعًا بالإنتاجية، هو مفتاح نمو الأجور على نطاق أوسع وأسرع، وأتفق أيضًا على أنه سيتم خلق “الوظائف الجيدة”، حتى مع فقدان الوظائف الأخرى خلال عملية التدمير الخلاق، ولكن دعونا لا نتخطى بسرعة جزء “الاختراعات”، فماذا عن “اختراع” يُشفي من السرطان ويُطيل فترة الحياة المليئة بالنشاط والحيوية، ويهدئ المناخ الفوضوي ويحول دون أن يصبح الكويكب قاتل؟

لدي شعور مشابه إلى حد ما مع أولئك الذين يشكون من أن الأميركيين، يتم سرقتهم بطريقة ما بسبب صفقات الترخيص بين شركات الأدوية والمختبرات الحكومية، كما قال النائب “ألكساندريا أوكاسيو كورتيز” في عام 2019: “إن الجمهور يتصرف كمستثمر قديم، ويضع أطنانًا من المال في تطوير الأدوية التي يتم خصخصتها بعد ذلك، لكن الجمهور لا يحصل على أي عائد من الاستثمار الذي قاموا به”، بالطبع الفائدة الواضحة للجمهور- إلى جانب الضرائب التي تدفعها الشركات والمستثمرون- هي توافر الأدوية والعلاجات الطبية الأخرى، والتي لم تكن موجودة من قبل.

ومع هذا كله لا شك أنني أحب كثيرًا التحليل الجديد الذي أجراه “إيلي دورادو”، من مركز النمو والفرص في جامعة “ولاية يوتا” والذي يعتقد أن التركيز على مثل هذه الوظائف، كنتيجة لإزالة الكربون- مثل وعد حملة “جو بايدن” لعام 2020 بإنشاء 10 ملايين وظيفة طاقة نظيفة- في غير محله.

تخيل لو أصبحت- من خلال معجزة ما- الطاقة النظيفة الرخيصة فجأة متاحة لأخذها، إلى أي مكان على الكوكب بأي كمية- من العدم، حينها لن يكون هناك المزيد من وظائف الطاقة، ولا المزيد من شركات الطاقة، ولا المزيد من البنية التحتية للطاقة، فهل سيكون ذلك شيئًا سيئًا؟

من المؤكد أنه سيكون شيئًا هدامًا بين عشية وضحاها، بل سيكون كل من يعمل في صناعة الطاقة عاطلًا عن العمل، ليس هناك من ينكر أن العمال العاطلين عن العمل فجأة، سيعانون من القلق والخوف والمعاناة المادية قصيرة الأجل، وسوف يتعين عليهم العثور على وظائف جديدة، وتعلم مهارات جديدة.

في نفس الوقت سوف يزدهر الاقتصاد العالمي، وستكون مشكلة تغير المناخ على وشك الحل، كما يمكن تحرير رأس المال الذي كان يجب استخدامه، لبناء وصيانة البنية التحتية للطاقة للقيام بأشياء جديدة، وسوف تزداد الفرص الجديدة التي أتاحها وصول الطاقة الرخيصة، كل هذا إذا ظهر مصدر الطاقة الخارق فجأة، والذي سيخلق وظائف جديدة في الصناعات التحويلية، ولكن حتى هذا ليس هو الهدف من الناحية المثالية، فمن شأن المزيد من المعجزات أن تلغي تلك الوظائف أيضًا.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: aei economics

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر