سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
محمد المطوع
لا يختلف اثنان على الدور الحيوي، الذي تؤديه إدارة الجودة الشاملة لنجاح الشركات واستمراريتها، خصوصاً في عالم أعمال بات يشهد تنافسات وتغيرات وتحديات وتعقيدات متزايدة، وإذا ما بحثنا عن مفهوم إدارة الجودة الشاملة فإنه يعني التركيز على عملية تحسين جودة المنتجات والخدمات بشكل مستمر، من خلال مشاركة جميع أفراد المؤسسة في هذه العملية، لكن ممارسات إدارة الجودة الشاملة لا تقتصر على نوعية المنتجات والخدمات فقط، بل تمتد أيضاً إلى تحسين عمليات الإنتاج، وزيادة رضا العملاء، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتقليل التكاليف، وترسيخ ثقافة الابتكار داخل المؤسسة.
ومنذ تأسيسها في العام 1979 أدركت مجموعة “دوكاب”، أهمية إدارة الجودة الشاملة بصفتها عاملاً رئيسياً لتحقيق ميزة تنافسية مستدامة، من خلال تحقيق جودة لا مثيل لها في المنتجات والخدمات التي تقدمها، ما يسهم في بناء علاقات أفضل مع العملاء وتعزيز الولاء، وبالتالي نمو الإيرادات، وتعزيز الأداء المالي للشركة.
وبالحديث عن الإيرادات وتعزيز الأداء المالي فقد كان 2023 عاماً مليئاً بالإنجازات الاستثنائية في مجموعة “دوكاب”، التي شهدت نمواً في أعمالها بما ينسجم مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة “مشروع 300 مليار”، التي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 133 مليار درهم إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031، وعززت من مكانتها على المستويين الإقليمي والعالمي.
وارتفع أداء المجموعة في عام 2023 على مستوى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، بمقدار 117 % مقارنة بعام 2022، وللمرة الأولى على الإطلاق أنتجت مجموعة “دوكاب” أكثر من 100 ألف طن متري من قضبان النحاس والكابلات. كما تتضمن محفظة منتجات “دوكاب” مجموعة واسعة تشمل أكثر من 85 ألف نوع من الكابلات تندرج تحت خمس فئات رئيسية تلبي احتياجات كافة القطاعات.
هذه النتائج تعكس متانة العلاقات الاستراتيجية طويلة المدى مع عملاء “دوكاب” المختلفين، التي تحكمها الثقة والشفافية، إلى جانب الجودة العالية التي تتصف بها منتجات “دوكاب”، والتي تتمتع بمزايا عديدة، تمكنها من أن تكون الاختيار الأول للعملاء.
وعلى مدى السنوات الأخيرة شهد قطاع الكابلات والطاقة تحولات سريعة بدءاً من التكنولوجيا مروراً بالابتكار والسوق، وجعلت هذه التحولات قطاع الكابلات والطاقة واحدًا من أكثر القطاعات ديناميكية وتغيراً في عالمنا.
فعلى صعيد التكنولوجيا شهد قطاع الكابلات والطاقة ثورة في استخدام التكنولوجيا الجديدة مثل الأتمتة والذكاء الاصطناعي والإنترنت الأشياء، وهي تقنيات تسهم في تحسين كفاءة شبكات الكابلات وإدارة الطاقة، وتقليل التكاليف وزيادة الاستدامة، وأدى الطلب المتغير إلى تزايد الاعتماد على الكهرباء والطاقة النظيفة، ما رفع الضغوط على شركات الكابلات لتوفير منتجات تدعم التحول نحو الطاقة المستدامة، الأمر الذي يتطلب ابتكارات وتكنولوجيا جديدة.
وفي ما يتعلق بالابتكار فقد شهدت عمليات تصنيع الكابلات تطورات مهمة، في ظل التحسينات في مواد البناء وتقنيات التصنيع، التي تسهم في تقديم منتجات أكثر استدامة وكفاءة. ولا ننسى التحديات البيئية، التي زادت الضغوط على شركات الكابلات والطاقة للتحرك نحو استخدام مواد صديقة للبيئة وتخفيض النفايات والانبعاثات.
هذا وتوفر إدارة الجودة الشاملة عدة فوائد استراتيجية للشركات، التي تتبناها بشكل فعال، من بين هذه الفوائد تعزيز تنافسية الشركة عبر تحسين جودة المنتجات والخدمات، وهذا عامل رئيسي في كسب ثقة العملاء وزيادة رضاهم، ما يعزز مكانة المؤسسة في السوق، ويحافظ على نموها المستدام.
كذلك تسهم إدارة الجودة الشاملة في تحسين الكفاءة التشغيلية وإزالة الهدر والتكاليف غير الضرورية، ما يسهم في تحسين كفاءة استخدام الموارد وزيادة الإنتاجية، والتقليل من التكاليف الإجمالية وتحسين الأرباح، إلى جانب تعزيز الابتكار والتفكير الاستراتيجي، ما يشجع الموظفين على اقتراح الأفكار الجديدة وتحسين العمليات بشكل مستمر.
وباعتبارها مجموعة تتمتع برؤية عالمية واستراتيجية ترتكز “دوكاب” في عملياتها بشكل رئيسي إلى إدارة الجودة الشاملة، أكان على صعيد تسريع التحول العالمي نحو اعتماد مصادر الطاقة النظيفة، وبناء مستقبل مستدام من خلال الأفكار المبتكرة والجريئة، في وقت تعد فيه تلبية احتياجات العالم المتزايدة للطاقة المستدامة أحد أكبر التحديات التي نواجهها اليوم.
أما على صعيد جهود المجموعة في تعزيز الاستدامة فتلتزم “دوكاب” بدعم “استراتيجية الإمارات للطاقة 2050″، وتعزيز جهود دولة الإمارات للتصدي لظاهرة التغير المناخي والحد من الانبعاثات الكربونية، حيث توفر المجموعة منتجاتها للعديد من المشاريع في الدولة، مثل مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، ومحطة الظفرة للطاقة الشمسية، ومحطة براكة للطاقة النووية. كما تلتزم المجموعة بقيادة جهود كبيرة في سبيل تحقيق الاستدامة على مستوى القطاع الصناعي، وبما يتماشى مع الاستراتيجيات الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك المساهمة في طموحات الدول في تحقيق ذلك.
في عصر الابتكار والتحول الرقمي تتجه إدارة الجودة الشاملة نحو مستقبل واعد، يتسم بالتكنولوجيا المتقدمة والتفكير الاستراتيجي المبتكر، ففي ظل تطور الأسواق وتعقيدات البيئة التنافسية باتت إدارة الجودة الشاملة أكثر أهمية من أي وقت مضى للشركات، التي تسعى للحفاظ على النمو المستدام.
ويتوقع أن تلعب التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة للبيانات، دوراً أكبر في تعزيز إدارة الجودة الشاملة، حيث ستساعد هذه التقنيات في تحسين القدرة على التنبؤ بالمشاكل وتحسين العمليات بشكل أكثر دقة وفعالية.
إن إدارة الجودة الشاملة ليست مجرد نهج إداري، بقدر ما هي ثقافة تجسد التزام الشركات بالتميز والتحسين المستمر، وهي أساس أي استراتيجية ناجحة لمختلف الأعمال. ومن هذا المنطلق تحذو “دوكاب” نحو المزيد من الخطوات الثابتة لتعزيز نهج إدارة الجودة الشاملة لديها، بهدف تطوير ونمو أعمالها، والبناء على المكتسبات، التي حققتها خلال الأعوام الماضية، والتي تمكنت خلالها من التكيف مع التحولات التكنولوجية ومتطلبات الاستدامة والابتكار المستمر، ما عزز من قدرتها على التنافس والاستمرارية في السوق العالمي المتغير.
المصدر: البيان
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر