قيادة المرأة للسيارة.. لماذا الآن؟ | مركز سمت للدراسات

قيادة المرأة للسيارة.. لماذا الآن؟

التاريخ والوقت : السبت, 30 سبتمبر 2017

عبير خالد

 

“لأنه لا يوجد وقت خاطئ لاتخاذ القرار الصحيح”، هذا هو الرد الأفضل لمن يتساءل عن سبب منح المرأة حقها في قيادة السيارة في 26 سبتمبر 2017، كما لو أن هذا الأمر لم يكن متوقعًا منذ التسعينيات الميلادية. وهذا القرار، إلى جانب منافعه الاقتصادية المتزامنة مع الوضع الحالي، ورؤية 2030، فإن له دورًا إصلاحيًا على الصعيد الاجتماعي، إضافة إلى قيمته السياسية، حيث إنه سيساهم بشكل كبير في تحسين مظهرنا في الإعلام العالمي، وإغلاق ملف لطالما تمَّت الاستعانة به للضغط علينا، والتشكيك بمسيرتنا وشغفنا كدولة وشعب. نعم، لا تزال هناك انتقادات على نظام الولاية على المرأة، بَيْدَ أن تجاوزنا لمنع المرأة من قيادة السيارة، يثبت دخولنا في عصر التمكين، وقابليتنا للمزيد من التغيير لجميع أفراد الشعب ومنهم المرأة. وهذا القرار الحكيم – بلا شك – سيساعد في تلبية متطلبات العصرنة والحداثة التي يطمح إليها الكثير، سواء من الداخل أو الخارج، لا سيما بعد أن أثبتت المرأة السعودية ذاتها، ونجحت كمعلمة، وطبيبة، وطيّارة، وإعلامية، ومحامية، وعضو مجلس شورى. إن هذا القرار، يعكس مدى نشاط وطموح الملك وولي عهده – حفظهما الله – إلى مواكبة التطور بالشكل الذي يتلاءم مع المجتمع السعودي، الذي يعدُّ – من منظور ديموغرافي – مجتمعًا شابًا ونشطًا.

وإذا نظرنا لهذا الأمر من ناحية إعلامية – على وجه الخصوص – فقد كررت جهات رسمية ومصادر أجنبية، عبارات إيجابية محددة عند التعليق على السماح للمرأة السعودية بالقيادة، حيث وصفته وزارة الخارجية الأميركية بأنه “خطوة في الاتجاه الصحيح”. أما وكالة الأنباء البريطانية، فكتبت “يوم تاريخي للمرأة السعودية”. وبشكل مشابه، غطَّت “بلومبرج” و”رويترز” هذا القرار بعنوان مشترك: “السعوديات يحتفلن”. وعلى الصعيد المحلي والإقليمي، شارك الإعلام العربي، السعوديات الفرحة عبر تغطيات من شتّى الدول والمحطات.

وفي المقابل، فقد كشف لنا هذا القرار عن توّجه مستغرب لبعض المنصات الإعلامية – محليًا ودوليًا – التي التزمت الصمت عندما صدر المرسوم الملكي بالسماح للمرأة بالقيادة، كما لو أن شيئًا لم يحدث، رغم أن هذه المنصات نفسها، كانت أبرز مستعرضي إشكالية حظر القيادة في السعودية قبل صدور المرسوم. تلك المنصات التي تجاهلت هذا الحدث، أو التي قامت بتغطيته على استحياء، بعكس ما كان الوضع عليه قبل القرار، تستجدي الانتباه من قبلنا. من هنا يتضح توجّه الخطاب الإعلامي في التغطيات قبل وبعد حل الأزمة. والأسوأ من ذلك، هي القنوات والصحف التي تحاول تشويه هذا القرار التاريخي بادعاءات، مثل كونه مجرّد علاقات عامة، أو بروبجاندا، متجاهلين مدى جوهريته وقيمته المهمة لدى كل سعودي وسعودية، على مستوى الحياة اليومية.

إننا – في رأيي على الأقل – في خضم مسيرة تطورنا هذه، نحتاج باستمرار إلى دراسات بحثية تحليلية عميقة، تنظر إلى تغطية الإعلام حول العالم لأخبار تمسّنا مثل خبر السماح للمرأة بالقيادة، عبر مدة زمنية طويلة نسبيًا، ورصد التباينات، كالتي سبق ذكرها، وهذا الرصد بدوره سيكشف لنا أيديولوجية وتوجّه بعض المنصات الإعلامية، وتسميتها، وبالتالي التعامل معها بشكل خاص ومدروس.

مبتعثة لدراسة بكالوريوس الإعلام والاتصال، لندن*

@erov2

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر