طهران ومحاولات القفز فوق الطاولة | مركز سمت للدراسات

طهران ومحاولات القفز فوق الطاولة

التاريخ والوقت : الأحد, 5 مارس 2017

محمود شعبان

 

ليس صدفة أن يقصد الرئيس الإيراني حسن روحاني عمان والكويت في زياراته الى الخليج في ظل تعقيدات المشهد في اليمن وسوريا فضلا عن الأزمة السياسية في لبنان بالاضافة بطبيعة الحال جنبا الى جنب مع الأوضاع الاقتصادية في المنطقة.

فدخول عمان للتحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب ، وتتبع الحوثيين في اليمن مع السعودية جاء على خلال رغبة إيران من أجل ان تبتعد عمان عن الانضواء تحت راية الرياض في حربها ضد الشيعة الحوثيين في اليمن.

ففي نهاية ديسمبر 2016 أعلنت وزارة الخارجية العُمانية في بيان رسمي لها انها قررت الانضمام إلى تحالف الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب مثمنة دور وقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة على أهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المناطق، التي يسودها العنف الإرهابي المسلح.وهو ما دفع الأمير محمد بن سلمان بتثمين موقف عمان.

عمان للمرة الأولى في تاريخها السياسي الخارجي تنقلب على توجهاتها السياسية وتدخل رسميا في أتون صراع إقليمي لتكون أحد ا الأطراف الفاعلة فيه. خاصة و أنه كان هناك رهان عليها من جانب طهران للعمل على دعم الحوثيين في موقفهم ضد الرياض ولكن ذلك لم يحدث.

وما دفع عمان الى القيام بذلك هو إخفاقها في إقناع الحوثيين بالتراجع عن مواقفهم الحالية في اليمن بعد قيامها برعاية مفاوضات في مايو 2015 مع الأمريكيين وذلك وفقا لتصريحات راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية في ذلك الوقت.

بل إن موقف عمان من الأزمة مع الحوثيين لم يتوقف بل رعت مفاوضات رسمية بين السعودية والحوثيين في مارس 2016 ولكن الحوثيين كالعادة لم تستطع عمان إقناعهم بالاتفاق مع الرياض. لذلك كانت زيارة روحاني من أجل محاولة إقناع عمان بالعدول عن موقفها السياسي الحالي وتخوفا من جانب طهران حول شراكتها مع عمان منذ عشرات السنوات بعد لجوء الأخيرة إلى الانضواء تحت قيادة السعودية في حربها ضد الحوثيين في اليمن وهو ما يؤثر بطبيعة الحال على تمدد إيران في الخليج وخسارتها لشريك سياسي واقتصادي كبير في منطقة الخليج العربي وهي عمان.

ومع ذهاب روحاني الى الكويت كانت رغبته في أن تكون الكويت هي الوسيط في مفاوضاته مع الخليج خاصة مع محاولات الكويت لعب دور في تقريب وجهات النظر بين الإمارات والسعودية من جهة والدولة المصرية من جهة أخرى بعد تفاقم الاوضاع وظهور خلافات علنية بين الخليج والسيسي في الفترة السابقة. ورغبة الكويت في أن تتولى مهام تسوية الملفات المحلية  والاقليمية .

هذا فضلا عن محاولات طهران الهروب من الضغوط الاقتصادية المتوقع مواجهتها مع إدارة دونالد ترامب والسعي لفتح آفاق تعاون اقتصادية جديدة في الخليج من خلال الكويت.

إقرار إيران بالهزيمة في اليمن بشكل مبطن ، هو أحد البواعث بلا شك في ذلك ، لزيارات روحاني إلى الخليج وتعقد الملف السوري ورغبة إيران تقديم بوادر حسن النية إلى الرياض من أجل إعادة فتح الملفات العالقة والمشتبكة مرة أخرى و إن كان بشكل غير مباشر بطبيعة الحال خلال الفترة المقبلة.

ولعل من نافلة القول أن طهران تسعى الآن إلى القفز فوق الطاولة متناسية كافة الأزمات الكبيرة بينها وبين الخليج وعلى رأسهم السعودية وتسعى إلى فتح صفحة جديدة تبسط فيها يديها في كافة الملفات وهو لن يقبله الطرف الخليجي حتى وإن تم حلحلة ملف اليمن المعقد حتى الآن

 باحث سياسي مصري*

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر