سمعت الأمير يقول .. | مركز سمت للدراسات

سمعت الأمير يقول ..

التاريخ والوقت : السبت, 24 يونيو 2017

صالح الخليف

 

بأحاديث قليلة عرفه الناس.. تحدث مع تركي الدخيل فتجاوز بالسعوديين كل غموض يحيط بالرؤية.. تحدث مع داود الشريان فاطمأنوا إلى أن مستقبلهم ترعاه أيدٍ أمينة..
يملك محمد بن سلمان ثلاثية جعلته يتسلل إلى القلوب والعقول كما يتسلل ضوء الفجر بين خيوط الظلام.. يملك الطموح والتواضع والابتكار .. شاب لديه إيمان مطلق بأفكاره وتطلعاته وآماله.. أفكار وتطلعات وآمال قادرة على تحويل بلاده إلى مكان يليق بها في مضارب الأمم المتحضرة والتاريخ المضيء..
لا يريد أبدًا أن تبقى المملكة العربية السعودية دولة تعتاش من نفطها وذهبها الأسود وثروتها المدفونة تحت الأرض .. لديه تحدٍّ يلامس عنان السماء.. كان صادقًا واضحًا مباشرًا منذ البداية.. يريد استثمار كل ما يمكن استثماره .. يريد تجنيب السعوديين نكد الزمان وتقلبات الأيام والتغيرات في أسواق النفط المضطربة.. يريد تحرير السعوديين من أغلال التجارة البترولية إلى آفاق الصناعة العسكرية التي ستكون رهانًا جديدًا ورابحًا ينقلنا إلى الاصطفاف بجوار أهم اللاعبين داخل ميادين القوة والنفوذ حول العالم ..
هذا مجرد غيض من فيضه..
العودة إلى حديثه مع تركي الدخيل تمنحك دلالات واضحة على: أين نحن عابرون، وكيف تسير خطواتنا نحو الغد .. هذا شيء يمكن الاستناد إليه في حديث سريع عن طموحه…
رجل متواضع ولا شيء يرفعك مثل التواضع .. السعوديون ميالون كثيرًا إلى هذه الخصلة الحميدة.. السعوديون يغلبهم الفكر التسامحي العاطفي المترابط .. المتواضعون يحظون بالمحبة والتقدير والإكرام والإجلال.. محمد بن سلمان رمز جديد لماهية التواضع.. سلامه واحتفاؤه واحتضانه للناس بابتسامة دافئة لا تغيب جعلت منه أيقونة واقعية لمعنى التواضع.. هذا مع الناس العاديين.. أما مع أعمامه وأبناء عمومته فيتجلى هذا التواضع بكامل حضوره وأناقته .. ينحني بلا كبرياء ويطبع على أيديهم قبلات وافية محبة ممتنة .. يترك لديهم انطباعًا بمقدارهم ومكانتهم وتقديرهم واحترامهم.. ويترك عند كل من يرى المشهد حقيقة أن الأسرة الحاكمة انطلقت من عقيدة وأبجديات يخضع فيها الصغير مهما علا شأنه ومكانته وقيمته وقامته أمام الكبير..
إنها قيمة إسلامية عربية سعودية تأسر القلوب والأفئدة..
تحدث مع تركي الدخيل وداود الشريان بفطرته المتواضعة .. لم يشعرك للحظة واحدة بأن المذيعين يحاوران رجلاً قويًا ونافذًا ومهمًا في دولة إقليمية عملاقة ..

الابتكار مجاله الفسيح الواسع.. الترفيه مثلاً .. الترفية ارتبط ذهنيًا بأولئك المنعمين الذين أخذوا نصيبهم من الدنيا .. ارتبط ذهنيًا أيضًا بأنه أمر يأتي في المراتب القصوى بعد أولويات تعد وتحصى .. الترفية حق مشاع للجميع .. الترفية وحل أزمتي الإسكان والبطالة أصبحا كرجل يمشي على قدمين في طريق مستقيم .. لم يقل إننا نحتاج إلى الانتهاء من المشاكل الأساسية، ثم نتفرغ للحياة والمتعة والعيش برفاهية .. لو قال هذا لأصبح قائدًا عاديًا كلاسيكيًا .. قال نبني ونصنع ما نحتاجه بيد ، وباليد الأخرى نهد الجبال بهمة الرجال، ونجعل الترفية الذي لم نتعرف عليه من قبل أمرًا واقعًا على أرضنا وبين جماهيرنا ..
لقد دخلتم أيها السعوديون عصرًا جديدًا بالفعل ..
تفاءلوا .. تفاءلوا ما استطعتم.. إنكم تعيشون عصر الطموحات والابتكار ..
هل سمعتم ورأيتم كيف كان أميركم طموحًا ومبتكرًا ومتفائلاً؟

ظل هذا التفاؤل يصبغ كل أسرار كشفها في حديثه مع تركي وداود..

ارجعوا وشاهدوا مجددًا حواراته.. ارجعوا إلى أميركم وكلامه وستشبعون وتتشبعون بالتفاؤل..
تفاءلوا بهذا الخير مع وجه الخير.. وبحول الله ستجدوه..

كاتب وصحافي سعودي*

@S_ALKhalif

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر