إصدار “صاعقات القلوب” لولاية سيناء وتوقيت البث | مركز سمت للدراسات

إصدار “صاعقات القلوب” لولاية سيناء وتوقيت البث

التاريخ والوقت : الأربعاء, 12 أبريل 2017

محمود شعبان

 

 

في نهاية مارس الماضي فجر مسلحون معهداً أزهرياً في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، وحسب التقارير الصحفية فإن المسلحين كانوا ينتمون الى تنظيم ولاية سيناء، حيث استخدموا عبوات ناسفة لتفجير المعهد في حي الزهور في العريش.

محاولة تفجير المعهد لم تكن الاولى ، حيث تم استهداف نفس المعهد الازهري في فبراير الماضي وهو ما نتج عنه تدمير جزئي.

استهداف التنظيم المسلح للمعاهد الدينية في سيناء ياتي كجزء من عقيدة التنظيم التي تؤمن بعدمية كافة المؤسسات المحسوبة على السلطة والمقربة منها وحتى تلك التي تعتبر جزء من الدولة المدنية الحديثة ، بما فيها المؤسسات الدينية التي تتولى التحكم فيها الدولة المصرية سواء الازهر او الاوقاف.

وعلى الرغم من ان شيخ الازهر الامام احمد الطيب رفض في الايام السابقة اصدار فتوى رسمية بتكفير تنظيم داعش جملة وتفصيلا ، معتبرا اياهم من اهل القبلة ، الا ان التنظيم المسلح يرى في المؤسسة الدينية ، مؤسسة منزوعة الإسلام.

ومع حدوث تفجيرات الكنيسة دخلت العلاقة بين الازهر والرئاسة المصرية أزق عميق في ظل انباء عن رغبة السيسي ازاحة احمد الطيب من منصبه وتصعيد مستشاره الديني اسامة الازهري عوضا عنه.

الحملة شبه الرسمية ، تبناها اعلام السلطة متهمين الازهر بالفشل ومطالبين بتغيير المناهج وتغيير احمد الطيب ، محملينه مسؤولية الخطاب الديني المسئول عن استهداف الاقباط.

وبدلا من ان تسعى الدولة الى الالتحاف بالمؤسسة الدينية الابرز والمرجع المعروف للمسلمين ، الا انها صبت جام غضبها عليها وعلى مناهجها التعليمية سواء في التعليم ما قبل الجامعي او التعليم الجامعي.

ولاية سيناء لم يبرح مكانه ولم يرغب في ان يترك هذا الاشتباك القائم في ظل حالة التفجيرات القائمة في مصر، وأقدم مساء الثلاثاء 11/4/2017  الى نشر اصدار فيديو جديد جاء تحت عنوان “صاعقات القلوب” يرصد فيه بالفيديو حالات القنص التي قام بها ضد الجيش المصري في سيناء فضلا عن عمليات استهداف المدرعات العسكرية.

 الاصدار الجديد يأتي بعد يومين من تصريحات قالها عبدالفتاح السيسي عقب التفجيرات التي لحقت بالكنائس المصرية ان الجيش نجح في القضاء على التنظيم وافشال مخططاته في سيناء ومن ثم انتقل الى الوادي ومحافظات الدلتا لمحاربة الدولة المصرية ، في تصريح لا يجب ان يصدر عن رأس الدولة المصرية، ولذلك جاء رد ولاية سيناء في الاصدار ، ليرصد كيف يقنص التنظيم واعضاءه عناصر الجيش في سيناء بكل سهولة ودون اي مقاومة تذكر.

كاميرا  التصوير التي استخدمها التنظيم في اصداره ركزت كثيرا على ماركات الاسلحة التي يقوموا بقنص الجنود من خلالها ، وهي بنادق نوع  دارغونوف الروسية ومن نوع AS 50 الانجليزية وهي نفس ما يتم استخدامه في القتال لدى التنظيم في سوريا

بنادق القنص ، يتم استخدامها على بعد 1500 متر وهو ما يوضح السهولة التي يقوم بها التنظيم في قنص الجنود ، دون ان يبصرهم جنود الجيش .

فيس الاصدار عاود التنظيم التأكيد على عمالة السيسي ووزير دفاعه صدقي صبحي للغرب وانهم يضحون بالجنود بدون مقابل من خلال التجنيد الاجباري ، وهم يعلمون جيدا ان هذه الجزئية سوف تلقى قبولا لدى الشباب المصري والذي دشن العديد منه حملات في الشهور الماضية حملات ضخمة على صفحات السوشيال ميديا يطالبون فيها برفض التجنيد داخل الجيش المصري بسبب فشل الجيش في انهاء حالة الصدام المسلح في سيناء وغياب استراتيجية عسكرية واضحة داخل سيناء.

عاود التنظيم سرد مشاهد لقاءات سامح شكري مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل فضلا عن مشاهد يتراقص فيها افراد من الجيش المصري، ولقاء السيسي بوزير الدفاع الروسي للتأكيد على ما ذهبوا اليه من كفرية وردة الجيش المصري وانه يسعى الى تهجير المدن والقرى في سيناء بالكامل من اجل ارضاء الغرب على حساب تماسك الوطن.

استعان التنظيم بنفس مشاهد المجاهدين في الشيشان ضد الجيش الروسي حيث يرتدي اعضاء التنظيم ملابس الجيش ، مع تغطية البنادق بملابس اشبه بالعشب الارضي الذي ينبت في الصحراء حتى لا يستطيع الجيش التعرف على هويتهم ويستطيعوا الفرار سريعا من امام مدرعات الجيش المصري.

بقى الربط بين التوقيت بطبيعة الحال الخاص بالبث والتفجيرات التي تمت في الوادي ، ليؤكد التنظيم على انه مازال قويا بشكل ما في مواجهة الجيش وينسف معه خطاب السلطة المصرية التي كثيرا ما قالت انها قضت على الارهاب في سيناء.

باحث سياسي مصري*

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر